U3F1ZWV6ZTU0MTE5ODg0NjI0MjYyX0ZyZWUzNDE0MzUwMzAxNDEzNg==

القائد الملثم للمقاومه يحيي السنوار

كيف يولد الأبطال وكيف يعيشون

من قلب الالام تولد الأبطال فلنذهب الي حياة البطل وصلاح الدين لهذه الامه ولمن فقد الشغف بالحياة فلا تذهب  معنوياتك لأي سبب كان 

من هو وكيف كان فاقرأ حياة وسيرة بطل قرننا الحالي، فستكتشف أن ما تعانيه او تجابهه مجرد قطرة في محيط هذا الأسطورة رحمه الله.

نشأته وشبابه 

من لاعب كرة وممثل مسرحي مشهور ومحبوب الى المطلوب رقم واحد على كوكب الارض .انه الاسطورة ابن اكتوبر العائد من الموت الذي كانوا يبحثون عنه تحت الارض وهو فوقها يلاحقهم.

ما ستقرأه في هاته القصة اخذ 6 اشهر من البحث العميق، ستعرف فيه معلومات واسرار عجيبة وغريبة ومدهشة حول حياة بطل القرن بامتياز.

نشد الرحال ونطوي التاريخ والجغرافيا بآلة الزمن العكسي الى سنة 1948 وبالضبط يوم 14 مايو الساعة الثالثة عصرا، يوم النكبة الفلسطينية الذي أعلن فيه الكيان استقلال دولته المغتصبة بالكامل، اندلعت على اثرها حرب طاحنة ضد الكيان من مصر والسعودية والاردن وسوريا وغيرهم، عندما كانت انظمة العرب وشعوبها فيها بعض الرجولة والنخوة والعروبة والشهامة...خلال هاته الحرب العنيفة وصل العدوان الى مدينة عسقلان وهي المدينة التي كانت ولا تزال ترعب الكيان وتقض مضجعه، فرغم صغرها إلا انها كانت ولا زالت اكبر شوكة في حلقه ومن شدة قوتها وصلابتها زواها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فرآها بعيون الغيب فقال في شأنها (أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكًا ورحمة ثم يكون إمارة ورحمة ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان) حديث صححه الشيخ الألباني

وكلمة عسقل تعني الحجارة القوية والصلبة، عسقلان التي فتحها معاوية رضي الله عنه وحررها صلاح الدين الايوبي رحمه الله لن تكون فيها الحرب سهلة أبدا...اشتدت الحرب وبلغت القلوب الحناجر واختلط الحابل بالنابل فكثرت المجازر والشهداء والثكلى والاطفال المشردين في كل مكان...نترك ساحة الوغى بآلامها وآمالها وبطولاتها وتضحياتها ونتحرك اتجاه مزرعة صغيرة توجد في شمال شرق عسقلان هاته المزرعة يملكها ابرهيم حسن ابراهيم السنواR مزارع فلسطيني بسيط جدا من عائلة تعيش في فقر مذقع لا يعرف الكتابة ولا القراءة، عندما بدأت نار ولهيب الحرب تقترب منه اخذ زوجته ولملم ما خف حمله وغلى ثمنه وأمم وجهه نحو قطاع غزة، هذا القرار البسيط من الرجل البسيط الذي كان قبل عشرات السنوات لم يكن يعرف صاحبه انه سيكون سببا في حرب عالمية ثالثة سنة 2024، فاستقر به الحال في مكان يقال له خان يونس لا يملك من حطام الدنيا شيئا لا مال ولا أكل ولا مكان ينام فيه وزوجته، فقرر الاستقرار في واحدة من مدارس خان يونس على أمل ان يبحث عن شغل في الغد ليطعم نفسه وزوجته، فبقي في المدرسة ثلاث سنوات عجاف يعيش بما قسم له الله الى أن هدمت المدرسة بالكامل فاضطر النازحين الى بناء خيام في العراء هناك، ازداد عدد النازحين وسمي مخيم خان يونس للاجئين وهو الموجود حتى يومنا هذا، في داخل هاته الخيمة الصغيرة والبسيطة وحياة الفقر والشظف والمعاناة استطاع السيد ابراهيم تأسيس اسرة صغيرة تضم ثلاثة اطفال ذكورا اصغرهم محمد وأوسطهم زكرياء وأكبرهم هو بطل قصتنا ابراهيم يحيى السنواR

ولد بطلنا هذا يوم 29 اكتوبر 1962 وبالبحث والتنقيب في طفولته فالمعلومات جد شحيحة وكل ما يمكنك معرفته عنه من اصدقائه واقاربه واساتذته وجيرانه هو انه لم يكن طفل عادي فقد اجمعوا على انه كان طفل شديد الذكاء لدرجة انه عندما كان في سن 14 استطاع ان يحل مشكلة تلوث المياه في المخيم كاملا بأدوات جد بسيطة من قطن وقماش وأمور اخرى، وبالرغم من فقر والديه المذقع كتب الله له الدخول الى المدرسة فكان من المتفوقين من أول سنة ومن كثرة شغفه وحبه لكرة القدم سجل نفسه في نادي المدرسة وصار لاعبا موهوبا ومتميزا، فبدأت شهرته تكبر الى ان اصبح محترفا ومعروفا في عموم القطاع فتعاقد معه نادي اسمه انصار جباليا في قطاع غزة في عمر 16 سنة وبسبب موهبته الكبيرة لم يضعوه في الفرق تحت سن 18 سنة بل وضعوه في صفوف الكبار وفي الفريق الاول ، فأصبح المهتمين بالشأن الكروي يرون انه سيصبح نجما داخل المنتخب الفلسطيني. لكن بطلنا هذا بحكم الواقع كان يعرف انه لا مستقبل للكرة في غزة بسبب كثرة الحروب والاقتحامات والحصار والشهداء والمجازر من الكيان، فبقي يحي على هذا الحال حتى دخل الجامعة وتخصص في الشريعة، في هاته الفترة كان في اعلى قمة شهرته كلاعب محترف فقرر ان يعطي شيئا للمجال الكروي فأسس اول  لجنة رياضية في القطاع وكان هو قائدها وكان هدفها الوحيد الاهتمام بالرياضة الفلسطينيينة، فحققت هاته اللجنة نجاحا باهرا فقرر على اثرها انشاء لجنة اخرى تهتم بالفنون بشكل عام (مسرح، تمثيل، رسم..) فانظم عدد كبير من الشباب لهاتين اللجنتين ولأنه كانت هناك رسوم للانظمام استطاع بطلنا ان يحسن وضعه ووضع اسرته بشكل كبير، فاستقرت حياته وحقق طموحاته الكروية والمادية والدراسية، هنا سيقع حدث مفصلي في حياته فيقلبها 360 درجة يغير حياته وحياة القطاع كلها ولا اكون مبالغا اذا قلت سيغير حياة العالم، ففي سنة 1982 وتحديدا الساعة السادسة فجرا بتاريخ 07 اكتوبر (ولهذا كان اختيار 07 اكتوبر 2024) صارت مجزرة كبيرة ومروعة من طرف الكيان في مخيم خان يونس وقع ضحيتها 60 شهيدا من بينهم ام البطل واثنان من اعمامه وكثير من جيرانه واصدقاءه وابوه اصبح بين الحياة والموت، وقعت كل هاته المشاهد المروعة امام عينيه، ولانه ذكي وفطن وسريع البديهة اخذ قرار على وجه السرعة بوضع الدم على جسده والتمدد بجانب الشهداء على انه ميت فلم ينتبه جيش الكيان  إليه لأن المكان كان يعج بالشهداء والجرحى، فكان الجنود يقتلون كل من يتحرك فكتب الله له النجاة، بعد هاته الكارثة لم يظهر على بطلنا اي تغيير لا محاولة انتقام ولا حزن ظاهر خاصة وأن العدو كان يقتل على لا شيء والبطل يحيى لم يكن معروف بالكلام عن المقاوmة او التحرير بل كان معروف بالكرة والتمثيل وما الى ذلك فما توقع احد منه شيئا, والاغرب حسب ما حكوا عنه انه لم يظهر حزن وخرج في اليوم الثاني من بيته بنفسية عادية وطبيعية فمارس كل نشاطاته اليومية بشكل طبيعي وكأنه لم يقع شئ.

فكان هذا آخر يوم رآه الناس في المخيم فاختفى اختفاء كاملا لمدة ثلاث سنوات لم يعرف احد إلا الله اين يتواجد لدرجة ان بعض جيرانه ومعارفه كانوا يقولون ان يحيى انتحر بعدما لم تتحمل نفسيته ما عاشه من اهوال، وقال اخرون لقد هرب بعيدا الى مكان آخر لأنه لم يستطع مواجهة الناس لعجزه عن الاخذ بثأر امه واعمامه...يتبع

الحلقة القادمة (عودة بطلنا المفاجئ وتغيره ملامحه ونفسيته 360 درجة ودخوله السجن وخداع إدارة السجن...)


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة